الـعِـمـاد والـولادة الجـديـدة مـن المـاء والـروح

كـان يوحنـا المعمـدان يُعَـمِـد النـاسَ في نهـرِ الاردن , ليـس لأن نهـر الاردن أكبـر أو أصغـر أو أحسـنَ مـن أي نهـرِِ آخر في العـالم , ولكن النهـر كان هـو المكان الوحيـد الذي يجِـب أن يُعمـدُ النـاسَ فيـهِ حيـثُ سـبَـقَ ورُسِمَ النهـرَ رمـزاََ لنهـر مـاء الحيـاة الجـاري مـن عـرشِ الله والحمـل في الجنـةِ وقـت عبـور الإسـرائيلين الى أرضِ الميعـاد.وكذلـك تمشـيـاََ مـع النبـؤة فـي :

حـزقيـال (47 - 8 ):- فقال لي هذه الميـاه تخـرج نحـو البقعـة الشرقيـة وتـنـزل الغور وتدخل البحر فـتُـشفى الميـاه.(9 ) وكـل نفـسِِ تـزحفُ حيـثُ يـبـلغَ النهـر تحيـا ويكـون السمـك كثيـراََ جدا لان هذه الميـاه بلغـت الى هنـاك فَـكُـل ما يـبـلِـغ اليه النهـر يشـفـى ويـحيـى.

فبحسـبِ النبؤة أعلاه "كـل نفسِِ تزحفُ حيـثُ يبلغ النهـر تشـفى وتحيـا" أي تُـغـفـر خطـايـاهـا لأنهـا تغسـلُ بـالمـاءِ الخـارجِ من جـنـبِ السيد المسيح المصلوب ودمـهِ الـطـاهر. هـذا هــو المـاء الخـارج مـن عَـرشِ الله والحمـل والـذي تـم تشـبيـه نهـر الاردن بـهِ , ولهـذا سُـميـت معمـوديـة يوحنـا بمعمـوديـة التـوبـة لمغفـرة الخطـايـا

والآن مـاذا يقـول يـوحنـا عـن معمـوديـتِـهِ :

متـى (3 - 5 ) : حينئـذِِ كان يخرجُ اليهِ أهلُ أُورشـليم وكل اليهوديةِ وجميـعِ بقعـةِ الاردنِ (6 ) ويعتمـدون منـهُ في الاردنِ معتـرفيـن بخطـايـاهـم. ..( وقـال يوحنــا.) (11 ) أنـا أُعمـدكـم بـالمـاءِ للتـوبـةِ وأما الذي يـأتي بعـدي فهـو أقـوى منـي وأنـا لا أسـتحـقُ أن أحمِـلَ حِـذاءَهُ وهـو يُـعمِـدكُـم بـالروحِ القَـدُسِ والنـارِ.

وفـي لـوقـا ( 3 - 3 ) : فجـاءَ الى بقعـةِ الاردن كُـلِهـا يُـكـرِزُ بمعمـوديـة التـوبـةِ لمغفـرةِ الخطـايـا . (4 ) ........( 16 ) أجـابهـم يوحنـا أجمعيـن قـائـلاََ أنـا أُعمِـدكُـم بـالمـاءِ ولكـن يـأتي مـن هـو أقوى منـي وأنـا لا أسـتحقُ أن أحُل سـيورَ حِـذائِـهِ وهـو يُـعمِـدكُـم بـالروحِ القُـدسِ والنـارِ.

ولِـذا تعجـب يـوحنـا عنـدمـا أتى يسـوع المسيح طـالبـاََ المعمـوديـة منـهُ لأن المسيح لـم يكـن لـهُ خطيئـة في ذاتـهِ فعـن أيةِ خطيئة يتوب , ولكن المسيح قال لهُ " دع الان فهكذا ينبغي لنا أن نُـتِـمَ كُلَ بِـرِِ"

متـى ( 3 - 13 ) : حينئـذِِ أتى يسوع من الجليـل الى الاردنِ الى يوحنـا ليعتمـدَ منـهُ. ( 14) فكـان يوحنـا يمـانعـهُ قـائـلاََ أنـا المحتـاجُ أن أعتمـدَ مِـنـكَ وأنـت تـاتي اليَ. ( 15 ) فـأجـابهُ يسوع قـائلاََ دع الآن فهكـذا ينبغي لنـا أن نُـتِـمَ كُـلَ بِـرِِ .

والآن دعـنـا نرى مـاذا قـالَ المسيح المُـمَـجَـد القـائِـم مِـن المـوت لتـلاميـذهِ

متـى ( 28 - 18 ) : فـدنـا يسوعُ وكلمهُـم قـائلاََ إني قَـد أُعطيـتُ كُـلَ سـلطـانِِ في السـمـاءِ والارضِ ( 19 ) إذهبـوا الآن وتلمِـذوا كُـلَ الأُمَـمِ مُـعَـمِـديـنَ إيـاهُـم بـإسـم ألآبِ وألإبـنِ والروحِ القُـدُسِ.

وفي مـرقُـس ( 16 - 15 ) : وقالَ لهـم إذهبـوا الى العـالـم أجمـع وأكـرِزوا بـألإنجيـلِ للخليقـةِ كُـلِـهـا ( 16 ) فمـن آمـن وإعتمـدَ يخـلُـصُ ومـن لـم يـؤمـن يُـدانُ.

والآن مـاذا كـان رمـز العمـاد في العهـد القـديـم؟ أي كيـف كـان الكهنـة هـارون وبنيـهِ يدخلـون القـدس؟ فـالقـدس في مسـكن خيمة الاجتماعِ مثَـلَ كنـائـس الله على الارضِ.

الخروج ( 30 - 18 ) : إصنع مغتسلاََ من نحاس مقعده من نحـاس للغسل وإجعله بين خيمة الاجتماع والمذبح واجعـل فيه مـاءََ ( 19 ) فيغسـل هرون وبنوهُ أيديهم وأرجلهـم (20 ) إذا دخلوا خيمة الاجتمـاع فليغـتـسلوا بمـاءِِ لئـلا يموتـوا. وإذا تقدمـوا الى المذبح ليـخدموا ويقتروا وقيدة للربِ ( 21 ) فليغسلوا أيديهـم وأرجلهـم لئـلا يموتوا. ويكون ذلك لهـم رســمَ الدهـر له ولنـسله.

إن المـاء الذي في المرحضةِ يرمزُ الى عبورِ نهر الاردن الذي عبرهُ الاسرائليون قبلَ دخول ارض الميعـاد , وكما قلنا سابقاََ فإن نهـر الاردن ذاتهُ رمـزَ الى نهر مـاءِ الحيـاةِ في أُورشليم السماويةِ والذي ينبعُ من عرشِ الله والحملِ.وكل نفسِ تزحفُ الى النهرِ تشفى وتحيا بالعمادِ فيهِ . أي إن الماءَ الذي في المرحضةِ هو الرمزُ الى العمادِ الواجِبِ على المؤمن قبلَ دخول كنيسة الله في القـدسِ . والفادي المسيح قامَ بغسلِ أرجلَ التلاميذ قبلَ أن يُتِـمَ الفداءَ ففي :

يوحنـا ( 13 - 5 ) : ثُـمَ صبَ مـاءََ في مطهـرةِِ وأخذ يغسلُ أرجُل التلاميذِ ويمسَحُهـا بـالمنديلِ الذي كان مؤتزراََ بـهِ . ( 6 ) فتقدمَ الى سمعـان بطـرسَ فقـالَ لـهُ سـمعانُ أأنـت يـا ربُ تغسـلُ رِجلَيَ . ( 7 ) أجـابَ يسوعُ وقالَ لهُ إن الذي أصنعهُ أنـا لا تعرفهُ أنت الان ولكنكَ سَـتَعرِفَهُ فيما بعدُ. ( 8 ) فقـالَ لهُ بطرسُ لن تغسلَ رجلي أبداََ. أجابهُ يسوعُ إن لـم أغسِلـكَ فليـس لكَ نصيبُُ معي ( 9 ) قال سمعانُ بطرسُ يـاربُ لا تغسل رجليَ فقط بل يدي ورأسي أيضاََ.( 10 ) قال لهُ يسوعُإن الذي قد إغتسلَ لا يحتاجُ إلا الى غسلِ الارجُلِ لأنهُ نقيُُ وأنتم أنقياءُُ ولكن لا جميعكم

والآن دعنـا نرى كيف كـان بطرس يُعَـمِـد المؤمنيـن :

الاعمـال ( 10 - 3 ) : ......... رأى في رؤيـا جليةِِ ملاكَ اللهِ داخلاََ عليهِ وقائلاََ لهُ يـا كرنيليوسُ ( 4 ) فتفرسَ فيـهِ وقد داخَلَهُ خوفُُ فقـالَ ما الامـرُ يـا سيدُ فقالَ لهُ إن صلواتِكَ وصدقـاتِكَ قد صَعِـدَت أمـامَ اللهِ تـذكاراََ ( 5 ) فـأرسلِ الانَ ...واستحضر سمعانَ الملقبَ بطرسَ .....( 34 ) ففتح بطرس فـاهُ وقالَ .... ( 38 ) كيف مسح الله بروحِ القدسِ وبالقوةِ يسوع الناصري الذي إجتـازَ يُحسِنُ الى النـاسِ ويُبرىءُ كُلَ من قهرهُ إبليس لأن اللهَ كانَ معَهُ ( 39) ونحنُ شهودُُ بكلِ ما صنعَ فـي أرضِ اليهودِ وفي أُورشليم . فقتلوهُ معلقينَ إيـاهُ على خشبةِِ ( 40 ) هذا أقامهُ اللهُ في اليومِ الثـالثِ وأعطـاهُ أن يظهـرَ علانيةََ ( 41 ) لا للشعبِ كُلِهِ بل لِشهودِِ إصطفاهُم الله من قبلُ أي لنـا نحـنُ الذيـنَ أكلنـا وشـربنـا معهُ بعدَ قيـامتِهِ من بينِ الامواتِ ( 42 ) وقد أوصانـا أن نُكرزَ للشعبِ ونشـهـدَ بـأنـهُ هو الذي عينـهُ الله ديـانـاََ للأحياءِ والامـواتِ (43) ولهُ يشـهـدُ جميـعُ الانبياءِ بـأن من يؤمنُ بهِ ينـالُ مغفرةِ الخطايا بِـإسمِهِ (4)وفيما كانَ بطرسُ يخاطبهُم بهذا الكلامِ حَـلَ الروحُ القـدسُ على جميـعِ الذيـن سـمعوا الكلمـةِ . .... ( 47 ) حينئـذِِ أجـابَ بُطرسُ العـلَ أحـداََ يستطيعُ أن يمنعَ المـاءَ فلا يعتَمِـد هولاءِ الذيـن نـالوا الروحَ القـدسِ مثـلَـنـا. ( 48 ) فـأمرَ أن يعتمِـدوا بـإسـم الربِ . ......

فكمـا ترون كـانَ المـاء للعِـمـادِ بـإسـم الرب يسوع المسيحِ . أي إن الذي حـل علـيهِ الـروح القدس تَـطَهَـرَ روحيـاََ , وعليـهِ أن يتطَهَـرَ جسدياََ ويعتمِـد بـإسـم إبـن الله يسوع المسيحِ . ولكـن كيف تـم جلـب المـاء لبطرس ليُعمـد فيـه كرنيليوس؟ فهـو لـم يقول دعنـا نـذهـب الى الاردن ونعمـدك يـا كرنيليوس هنـاك , فهـل كـان هنـاك حوضـاََ كبيراََ في بيـت كرنيليوس فـالكتـاب لـم يذكـر ذلـك بـل قـال بطـرس العـل أحـداََ يسـتطيع منـع الـمـاء فقـط وعمد كرنيليوس في بيتِـهِ.

وفي ألاعمـال ( 8 - 12 ) :فلمـا آمنـوا ( أهـل السامرة) بمـا كـان فيلبُس يبشِـرهـم بهِ من ملكـوت الله وإسـم يسوع المسيح إعتمـدوا رجـالهُـم ونسـآؤُهُـم ( 13 ) ..... ( 14 ) ولما سَـمِـعَ الرسُـلُ الذين في أُورشـليم أن أهـل السامرةِ قد قبـلوا كلمـةَ اللهِ أرسـلوا اليهِـم بطـرس ويوحنـا ( 15 ) فـإنحدرا وصليـا من أجلهِـم لكي ينـالـوا الروحَ القُـدُسَ ( 16 ) لأنـهُ لـم يكـن قد حّـلَ على أحدِِ منهـم سـوى أنهُـم كـانوا قـد إعتمـدوا بـإسـم الربِ يسـوع. ( 17 ) فوضعـا حينئـذِِ أيـديهـما علـيهِـم فـنـالوا الـروحَ الـقُـدُسَ .

أي ان عمـاد المـاء لا يُـحِـلَ الروح القُـدُسَ على المؤمنيـن , فـإمـا أن يحـل الروح القُـدُسَ على المؤمـن مـن قَبـل العمـاد ثُـم يـؤتى بـالمـاءِ لغرض العمـاد لتطهيـر الجسدِ أيضـاََ كمـا حصَـلَ مع كرنيليوس أو أن يتـم العمـاد أولاََ ثُـمَ يَـحُـل الروح القُـدُس بواسـطةِ وضع أيدي الرسـل أو مـن ينوبَ عنهـم أي مـن كـان الروح القـدس قـد حـل عليـهِ قبـل أن يضـع أيـديهِ على غيـرهِ.

أي : أن تـولَـدوا ثـانيـةََ من المـاءِ والروح القـدسِ . وهذا هو ما قالهُ المسيح لـنيقودِمُـسُ

في يوحنـا ( 3 - 5 ) : " ..... الحقَ الحقَ أقولُ لكَ إن لم يولَد أحَـدُُ من الماءِ والروحِ فلا يقـدرُ أن يدخُلَ ملكوتَ السمـاءِ " ( 6 ) إن المولود من الجسدِ إنما هو جسدُُ والمولودِ من الروحِ إنما هو روحُُ .

والآن دعنـا نـرى كيـفَ يعمـل التفكيـر البشـري :

1 كورنتـس ( 1 - 12 ) :أعني أن كـل واحـدِِ منكـم يقول أنـا لبولـس أو أنـا لأبلوس أو أنـا لكيفـا أو أنـا للمسيح ( 13 ) ألَـعَـلَ المسـيح قـد تجـزأَ. ألَـعَـلَ بولـسَ صُـلِـبَ لأجلِكُـم أو بـإسـم بولس إعتمـدتُـم.

والآن نقـول لمـا كـان المؤمنـون جميعـاََ كهنـةََ للـربِ تمـامـاََ كهرون كمـا ورد ذلـك في :

الرؤيـا ( 1 - 5 ) :ومن يسوع المسيح الشـاهد الاميـن وبكرِ الامواتِ ورئيـسِ ملوكِ الارضِ الذي أحبنـا وغسلنا بدمـهِ من خطـايـانـا(6) وجعلنـا ملكـوتـاََ وكهـنـةََ لله أبيـهِ لهُ المجـدُ والعـزةُ الى دهـر الدهورِ.آميـن . ...... ( 11 ) قـائلاََ أُكتـب مـا تراهُ في سـفرِِ وإبعـث بهِ الى الكـنـائـس السبع التى في آسـيـة الى أفـسُـسَ والى ســميرنـا (أزميـرَ ) والى برغـامُـسَ والى ثـيـاتـيـرا والى سـاردسَ والى فيلـدلفيـا والى لاودكيـةَ ( الـلاذقـيـة) .

وفي بـطرس الاولى ( 2 - 5 ) : وكونوا أنتُـم أيضـاََ مبـنيـيـن كـالحجـارةِ الحيـةِ بيـتـاََ روحيـاََ وكهنـوتـاََ مُـقَدساََ لإصعـادِ ذَبـائـحَ روحيـة مقبـولـةََ لدى الله بيسـوع المسيحِ. ......... ( 9 ) وأمـا أنـتُـم فجيلُُ مُخـتـارُُ وكهـنـوت ملوكي وأُمـة مُـقَـدسَـةُُ وشَـعـبُُ مُـقـتَـنَى لِـتُخـبِـروا بفضـائـلَ الـذي دعاكُـم مـن الظلمـةِ الى نُـورهِ العجيـبِ .

فدعنـا نـرى كيـف كـان الكهنـة يُـقَـدسـون قبـل أن يخـدمـوا في خيمـةِ الاجتمـاع:

الخروج ( 29 - 1 ): هـذا مـا تصـنعَـهُ لهُـم لِـتُـقَـدِسَـهُـم لكي يـكهنـوا لـي ( 2 ) .... ( 4 ) وقـدم هرون وبنيـهِ الى بـابِ خيمـةِ الاجتمـاعِ وإغسِـلهُـم بـألمـاءِ ( 5 ) ..... ( 7 ) وخُـذ مـن دهـن المسـحِ وصُـبَ على رأسِـهِ وإمسَـحـهُ ( 8 ) ..... ( 10 ) وقَـدِمِ العجـلَ أمامَ خيمـة الاجتمـاع وليضع هرون وبنوهُ أيديهـم على رأسِـهِ ( 11 ) وإذبحـهُ بيـن يدي الربِ عنـد خيمـةِ الاجتمـاعِ ( 12 ) وخذ من دمِ العجـلِ وإجعـل على .... ( 19 ) ثم خذ الكبش الآخر وليضع هرون وبنوهُ أيديَهُـم على رأسِـهِ ( 20 ) وإذبحـهُ وخذ من دمِـهِ وإجعـل على شحمـةِ أُذُنِ هرون وعلى شحماتِ آذانِ بنيـهِ اليُمنـى وعلى أبـاهيـم أيديهِـمِ اليُمنـى وعلى أبـاهيـمِ أرجلهـمِ اليمنـى .... ( 21 ) وخُـذ من الدمِ الذي على المذبحِ ومـن دهـنِ المسـحِ وانضَـح على هرون وثِيـابِهِ وعلى بنيـهِ وثيـابهـم معَـهُفيتقـدس هـو وثيـابُهُ وبنـوهُ وثيـابُ بنيـهِ معهُ.

والآن هـل هـو واضـح مـا هـو مطلوب لكـي يُـكرَس المؤمنيـن ليكـونـوا كهنـةََ للربِ؟؟ فقـد طلـبَ اللهُ:

أولاََ : غسـلهـم بـالمـاءِ عنـد بـابِ الخيمـةِ بمـاء المرحضـةِ ( البحـرة).
ثـانيـاََ : أن يُـصَـبَ مـن دهـن المسـحةِ على روؤسهـمِ.
ثـالثـاََ: أن تُـنقَـل خطـايـاهـم الى العجـل المذبوح عوضاََ عنهـم أي أن يتُـم فدائـهـم بالعجـل الذي رمـز الى ذبيحـةِ المسـيح.
رابعاََ: أن يـؤخـذ من دمِ الكبـش ويوضع على شحمةِ آذانهـم اليمنى وعلى أبـاهيم أيديهـم اليمنى وعلى أبـاهيـم أرجلهـم اليمنـى.
خـامسـاََ : أن ينضَـح عليهـم وعلى ثيـابهـم من الدم الذي على المذبح ومنَ دهـن المسـح.

ولمـا كـان الدم يمثـل دم المسيح أي فـدائـهِ للمؤمـن الذي قبـلَ الفداء وآمـن بـهِ . ولمـا كـان دهن المسح المقدس المعطر مكون من أفخـر الاطيـابِ من المـر القاطر ومـن الدارصينـي الطيـبِ ومـن قصَبِ الذريرةِ ومـن السليخـة ومن زيـتِ الزيتـونِ ,أي الـروح القُـدُس المعطـر ( خروج 30 -23/24/25). فتكـون خطـوات التكريـس كـألآتي:

أولاََ : غسـلهـم بـالمـاءِ عنـد بـابِ الخيمـةِ بمـاء المرحضـةِ ( البحـرة).
ثـانيـاََ : يصـب زيـتَ المسحةِ المقدسِ على روؤسـهـم أي يحـل الروح القدس عليهـم.
ثـالثـاّّ : أن يقبلـوا بفـداء المسيح لهـم.
وأخيـراََ: أن ينضح زيـت المسحة المقدس على أجسـادهـم , أي أن يقبلوا الروح القـدس ليسـكـن فيهـم ويُكرسـوا أنفسـهـم لخدمة الله ألآب وألإبـن والروح القـدس فمـن آمـن يخلص ومـن لم يـؤمـن يـدان.

فهذا هو العماد بالماء ودم المسيح الفادي والروح القدس, فمن لم يفعل هكذا فعِماده ناقص , فعِماد الماءِ شرط أول , هذا ولم يكن في البحرة ماء يكفي لتغطيس الكهنةِ بهِ.
وقبـول الفـداء ودم المسيح شـرطُُ ثـانِِ
والمسحة بـالزيـت المُـقـدسِ شـرطُُ ثـالـث
نعم هكـذا تولَدوا ثـانيـةََ مـن الماء والـروح كي تـدخلوا ملكـوت الله.

بقلم / نـوري كـريـم داؤد

12 / 01 / 2001 



"إرجع إلى ألمجلـة"